فيلم A Man called Otto..  محاولات انتحارية فاشلة تتخللها لحظات إنسانية

حين نفقد من نحب حينها ندرك إننا  أمام خيارين لا ثالث لهم وهما: أن نكمل حياتنا ونعيش على الذكريات معهم أو ننهي حياتنا لنلحق بهم. وذلك ما رغب فيه بطلنا أوتو في تحقيقه وهو الانتحار ليلحق بزوجته سونيا التي توفيت بمرض السرطان. فيلم A Man called Otto بطولة توم هانكس للمخرج مارك فوستر.

 يتحدث  الفيلم عن دفء المشاعر الإنسانية التي قد نجدها عن طريق المصادفة الكبرى. يعتبر فيلم A Man called Otto أحد الأفلام التي تحث على إقامة علاقات طيبة مع الجيران ومساعدتهم بكل حب.

وضح فوستر بعض الصفات الإنسانية الذي يمتاز بها البطل “أوتو” يقوم بتمثيل ذلك الدور الفنان توم هانكس. حيث يكون البطل منذ اللحظة الأولى( دقيقًا في عملية الحساب والأرقام، غاضب إلى حد كبير، يثير اشمئزازه عدم الالتزام بالقواعد الأساسية لقواعد المارة). حيث يظهر لنا أن أوتو قد خرج على المعاش بسبب عدم تركيزه في عمله؛ وذلك بسبب الحزن على زوجته التي فقدها نتيجة السرطان.

تبدأ حبكة فيلم A Man called Otto حينما يقف أوتو على المنضدة لينتحر عن طريق الشنق ولكن يتخلل ذلك الحدث ظهور جيران لأوتو. فقد أراد المخرج مارك فوستر في كل محاولة انتحار يقطعها أما مشاهد سابقة عن حياته أو شخص ما يطلب منه العون. وهنا تظهر غاية مهمة وهي مساعدة الآخرين قادرة على أن تجعلنا نشعر بشيء من السعادة والرضا.

تريلر فيلم A Man called Otto

تقنية الاسترجاع في فيلم A Man called Otto

تقنية الاسترجاع في فيلم A Man called Otto وهي من أهم التقنيات التي استخدمت في ذلك الفيلم. حيث من كل محاولة انتحار نرى رحلة أندرسون خلال حياته، ومن هي زوجته التي أراد أن يلحق بها بعد وفاتها؟ حيث جاءت تلك التقنية لإسقاط الضوء على حياة أندرسون كاملة. لندرك خطوة بخطوة الأحداث بالترتيب التي حدثت منذ البدايات الأولى في الفيلم.

ليست الاشياء كما تبدو

من خلال أحداث الفيلم نجد أوتو غاضبًا. ولكن نتعرف أنه قادر على مساعدة جيرانه على أكمل وجه، وخاصة الجيران المستجدين الزوجين السعيدين ماريسول و تومي وأولادهما.

حيث يظلان بجوار أوتو حتى آخر لحظة في حياته. فنجد الشخص الغاضب يجلس مع الأطفال ويحاول أن يجعلهم يضحكون ويساعد الزوجان في تصليح غسالة الأطباق. ومساعدة صديقه وزوجته الذي أراد ابنهما تركتهما في دار رعاية. والعديد من المساعدات قدمها أوتو للكثير من جيرانه فقد شعر بالطمائنيية والارتياح عندما فعل ذلك.

ماريسول وهي جارته شابة ولديها طفلان وحامل في الطفل الثالث. سعيت ماريسول أن تجعل أوتو أندرسون يرى الحياة بوجهة نظر جديدة. جعلته تلك الشابة يشعر بالمشاعر التي فقدها حينما توفيت زوجته، جعلته يشعر مرة أخرى بمشاعر الحب والدفء.

فقد كون أوتو أندرسون حياة جديدة بفضل تلك الجارة التي اعتبرته مثل أبيها وصديقها. فتلك الفتاة المكسيكية التي اقتحمت حياة أوتو لتجعلها حياة مليئة بالمشاعر الدافئة.

هل الرحمة تكون في قلوبنا حتى عندما نستعد للموت؟

يقول ليو تولستوي (على الإنسان أن يكون رحميًا لأن الرحمة تجمع بين قلوب البشر).

فالرحمة توجد بداخلنا جميعًا، فسوف نجد من يسعى إلى ثراء الرحمة بداخله حتى يجعل من حوله يشعرون بمشاعر الامتنان له وإن كان على مشارف الموت، حيث طرح فوستر تلك الفكرة حينما أقبل أوتو للانتحار في محطة القطار. وأنقذ عجوزًا سقط مغشيًا عليه على قضبان السكة الحديدية. فأصبح بطلاً قوميًا لذلك العمل النبيل. لذلك تعتبر الرحمة أحد المشاعر التي مهما حاول الإنسان التخلص منها سيظل بداخله جزء بسيط من ضميره يسعى لتقديم تلك الرحمة.

وفاة أوتو أندرسون

بعدما استطاع أندرسون أن يكتسب الحب من جميع جيرانه. عرفت ماريسول بأنه مريض بتضخم في القلب. وكان من عادة أندرسون أن يقوم بتنظيف الثلج أمام منزله حتى رحيله عن العالم، بعدما حقق السعادة لجميع من حوله.

حيث أضاف لحياته وحياة الآخرين لون جديد لكي يعيشوا على ذكرى أندرسون الذي دعم الجميع.

يعتبر فيلم A Man called Otto من الأفلام البسيطة التي تتحدث عن التعاون بين الجيران والأصدقاء. التي تجدد المشاعر الجميلة التي تنعم بها الحياة علينا. والتي تجعلنا دائمًا نفكر على إقامة علاقات جيدة. ومن المتعرف عليه لدى الغرب أن ليس لديهم المشاعر الجميلة التي تجمع العرب مع جيرانهم،  فذلك الفيلم يعتبر تجربة لتجديد مشاعر الود والحب بينهم.

جهاد طه رزق
جهاد طه رزق
المقالات: 2

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *